لمحة مختصرة عن سيرته صلى الله عليه وسلم
أولاً : أول ما نزل عليه ~ صلى الله عليه و سلم ~
كان أول ما بُدئ به رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ من أمر النبوة الرؤيا الصادقة واستمر ذلك ستة أشهر، ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة، فجاءه الملك جبريل – عله السلام - وهو في خلوته بغار حراء، وقرأ عليه النصف الأول من سور العلق : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) }.
يقول المفكر البلجيكي جورج سارتون: و" صدع محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ بالدعوة نحو عام 610م وعمره يوم ذاك أربعون سنة... مثل إخوانه الأنبياء السابقين [عليهم السلام].." [1] .
ثانيًا: إسلام العالم والكاتب النصراني ورقة بن نوفل
فبعدما استمع للنصف الأول من سورة اقرأ من فم رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ :
قال ورقة فوراً : "هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك" ، فقال النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "أومخرجي هم؟". قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا [2]، وأسلم ورقة، ليسجِّل التاريخ أن أول رجل يصدِّقُ محمداً ويعتنق دينه هو عالمٌ نصراني.
ثالًثا:أول من أسلم
أمر الله رسوله ~ صلى الله عليه و سلم ~ بتبليغ الدعوة سراً لمدة ثلاث سنين، فدعا قومه إلى الإسلام، فحاز قصب السبق صديقه ووزيره أبو بكر، وزوجته خديجة، وابن عمه علي بن أبي طالب، وخادمه زيد من حارثه.
وهؤلاء نواة الإسلام، ومنهم انبثق الدين الإسلامي، وانتشر في الناس، وعم نوره في البقاع.
يقول رالف لنتون : و" اجتذب الوحي الذي نزل على محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ عدداً من الأتباع، وبدأ ينتشر بين الناس.." [3] .
رابعًا: إيذاء المسلمين
لما دخل الناّسُ في دين الله واحداً بعد واحدٍ، وكثر أتباع محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ فحينئذ ناصبه الوثنيون العداوة، فحمى الله رسوله ~ صلى الله عليه و سلم ~ بعمه أبي طالب، لأنه كان شريفًا معظماً في قومه.. وأما أصحابه فمن كان له عشيرة تحميه امتنع بعشيرته، وسائرهم صَبَّ عليهم المشركون العذاب صبَّاً، وفتنوهم عن دينهم فتوناً، منهم بلال بن رباح العبد الأثيوبي وعمار بن ياسر، وأمه سمية وأهل بيته الذين عُذِّبوا في الله عذاباً شديداً، حتى قضى ياسر نحبه، ومرَّ أبو جهل بسمية - أم عمار - وهي تُعذب، فطعنها بحربة في فرجها فقتلها.
كما قام صناديد قريش بتعذيب العديد من النساء اللائي أسلمن [4]، وضربن أروع الأمثلة في الثبات والصبر والاعتزاز بدعوة الإسلام، وكانت من بينهن زِنِّيرَةُ – أمَة رومية قد أسلمت فعُذبت في الله ، وأُصيبت في بصرها حتى عميت- ، وأسلمت جارية عمر بن مؤمل من بني عدى، فكان عمر بن الخطاب يعذبها ـ وهو يومئذ على الشرك ـ فكان يضربها حتى يفتر ، وممـن أسلمـن وعُـذبن أيضاً : أم عُبَيْس والنهدية وابنتها .
خامسًا: الهجرة إلى الحبشة وإسلام ملك نصارى الحبشة
ويتحدث العلامة آتيين دينيه [5] ، عن مأساة المسلمين في هذه الفترة، قائلاً:
" وامتلأت نفس محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ حزناً ، أمام هذه المآسي التي كان يتحملها ضعاف المسلمين الذين لا يجدون من يحميهم . حقاً إن شجاعة المعذبين والشهداء في سبيل الله برهنت على إسلامهم العميق ، ولكنه رأى أن من الخير ألا يستمر هذا البلاء ، فنصح الضعفاء ومن لم تدعهم الضرورة إلى البقاء في مكة بالهجرة إلى الحبشة حيث المسيحيون ، وحيث التسامح والعدل اللذان اشتهر بهما ملكها النجاشي" [6] .
وهو ملك نصراني صالح، لا يُظلم عنده أحد. فأقام المهاجرون عند النجاشي على أحسن حال، فبلغ ذلك قريشاً فأرسلوا وفداً، ليكيدوهم عند النجاشي،وليخرجهم النجاشي خارج أرضه إلى المشركين فرجعوا خائبين. وأسلم النجاشي على يد رئيس الوفد الإسلامي الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، بعدما قرأ على النجاشي آيات بينات من سورة مريم. وظلَّ المهاجرون عند النجاشي ينشر عليهم ظله وحمايته حتى رجعوا إلى المدينة المنورة سنة سبع للهجرة.
سادسًا: الحصار وعام الحزن
اشتد أذى المشركين لرسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، فحصروه وأهل بيته في شِعب (وهو مكان بين جبلين في مكة يشبه السجن المفتوح ) عُرف بشعب أبي طالب، وسُجن النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ مدة ثلاث سنين، حتى بلغهم الجوع و الجهد وسُمع أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشِعب، و بدأ حبس محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ وأصحابه في هلال المحرم سنة سبع من البعثة وخرج من الحصار وله تسع وأربعون سنة، وبعد ذلك بأشهر مات عمه أبو طالب، ثم ماتت خديجة بعد ذلك بيسير، فاشتد أذى الكفار له، وتطاولوا عليه.
وفي شوال سنة عشر من النبوة ( في أواخر مايو أو أوائل يونيو سنة 619 م) خرج إلى الطائف هو وزيد بن حارثة يدعو إلى الله تعالى وأقام به أياماً، فلم يجيبوه وآذوه وأخرجوه ورجموه بالحجارة حتى أدموا قدميه، وكان أشد يوم في حياته ..
وفي ذي القعدة سنة عشر من النبوة ( في آواخر يونيو أو أوائل يوليو سنة 619م ) عاد رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ليستأنف الدعوة الإسلامية مرة أخرى في مكة .
أولاً : أول ما نزل عليه ~ صلى الله عليه و سلم ~
كان أول ما بُدئ به رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ من أمر النبوة الرؤيا الصادقة واستمر ذلك ستة أشهر، ثم أكرمه الله تعالى بالنبوة، فجاءه الملك جبريل – عله السلام - وهو في خلوته بغار حراء، وقرأ عليه النصف الأول من سور العلق : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) }.
يقول المفكر البلجيكي جورج سارتون: و" صدع محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ بالدعوة نحو عام 610م وعمره يوم ذاك أربعون سنة... مثل إخوانه الأنبياء السابقين [عليهم السلام].." [1] .
ثانيًا: إسلام العالم والكاتب النصراني ورقة بن نوفل
فبعدما استمع للنصف الأول من سورة اقرأ من فم رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ :
قال ورقة فوراً : "هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك" ، فقال النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "أومخرجي هم؟". قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا [2]، وأسلم ورقة، ليسجِّل التاريخ أن أول رجل يصدِّقُ محمداً ويعتنق دينه هو عالمٌ نصراني.
ثالًثا:أول من أسلم
أمر الله رسوله ~ صلى الله عليه و سلم ~ بتبليغ الدعوة سراً لمدة ثلاث سنين، فدعا قومه إلى الإسلام، فحاز قصب السبق صديقه ووزيره أبو بكر، وزوجته خديجة، وابن عمه علي بن أبي طالب، وخادمه زيد من حارثه.
وهؤلاء نواة الإسلام، ومنهم انبثق الدين الإسلامي، وانتشر في الناس، وعم نوره في البقاع.
يقول رالف لنتون : و" اجتذب الوحي الذي نزل على محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ عدداً من الأتباع، وبدأ ينتشر بين الناس.." [3] .
رابعًا: إيذاء المسلمين
لما دخل الناّسُ في دين الله واحداً بعد واحدٍ، وكثر أتباع محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ فحينئذ ناصبه الوثنيون العداوة، فحمى الله رسوله ~ صلى الله عليه و سلم ~ بعمه أبي طالب، لأنه كان شريفًا معظماً في قومه.. وأما أصحابه فمن كان له عشيرة تحميه امتنع بعشيرته، وسائرهم صَبَّ عليهم المشركون العذاب صبَّاً، وفتنوهم عن دينهم فتوناً، منهم بلال بن رباح العبد الأثيوبي وعمار بن ياسر، وأمه سمية وأهل بيته الذين عُذِّبوا في الله عذاباً شديداً، حتى قضى ياسر نحبه، ومرَّ أبو جهل بسمية - أم عمار - وهي تُعذب، فطعنها بحربة في فرجها فقتلها.
كما قام صناديد قريش بتعذيب العديد من النساء اللائي أسلمن [4]، وضربن أروع الأمثلة في الثبات والصبر والاعتزاز بدعوة الإسلام، وكانت من بينهن زِنِّيرَةُ – أمَة رومية قد أسلمت فعُذبت في الله ، وأُصيبت في بصرها حتى عميت- ، وأسلمت جارية عمر بن مؤمل من بني عدى، فكان عمر بن الخطاب يعذبها ـ وهو يومئذ على الشرك ـ فكان يضربها حتى يفتر ، وممـن أسلمـن وعُـذبن أيضاً : أم عُبَيْس والنهدية وابنتها .
خامسًا: الهجرة إلى الحبشة وإسلام ملك نصارى الحبشة
ويتحدث العلامة آتيين دينيه [5] ، عن مأساة المسلمين في هذه الفترة، قائلاً:
" وامتلأت نفس محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ حزناً ، أمام هذه المآسي التي كان يتحملها ضعاف المسلمين الذين لا يجدون من يحميهم . حقاً إن شجاعة المعذبين والشهداء في سبيل الله برهنت على إسلامهم العميق ، ولكنه رأى أن من الخير ألا يستمر هذا البلاء ، فنصح الضعفاء ومن لم تدعهم الضرورة إلى البقاء في مكة بالهجرة إلى الحبشة حيث المسيحيون ، وحيث التسامح والعدل اللذان اشتهر بهما ملكها النجاشي" [6] .
وهو ملك نصراني صالح، لا يُظلم عنده أحد. فأقام المهاجرون عند النجاشي على أحسن حال، فبلغ ذلك قريشاً فأرسلوا وفداً، ليكيدوهم عند النجاشي،وليخرجهم النجاشي خارج أرضه إلى المشركين فرجعوا خائبين. وأسلم النجاشي على يد رئيس الوفد الإسلامي الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، بعدما قرأ على النجاشي آيات بينات من سورة مريم. وظلَّ المهاجرون عند النجاشي ينشر عليهم ظله وحمايته حتى رجعوا إلى المدينة المنورة سنة سبع للهجرة.
سادسًا: الحصار وعام الحزن
اشتد أذى المشركين لرسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، فحصروه وأهل بيته في شِعب (وهو مكان بين جبلين في مكة يشبه السجن المفتوح ) عُرف بشعب أبي طالب، وسُجن النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ مدة ثلاث سنين، حتى بلغهم الجوع و الجهد وسُمع أصوات صبيانهم بالبكاء من وراء الشِعب، و بدأ حبس محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ وأصحابه في هلال المحرم سنة سبع من البعثة وخرج من الحصار وله تسع وأربعون سنة، وبعد ذلك بأشهر مات عمه أبو طالب، ثم ماتت خديجة بعد ذلك بيسير، فاشتد أذى الكفار له، وتطاولوا عليه.
وفي شوال سنة عشر من النبوة ( في أواخر مايو أو أوائل يونيو سنة 619 م) خرج إلى الطائف هو وزيد بن حارثة يدعو إلى الله تعالى وأقام به أياماً، فلم يجيبوه وآذوه وأخرجوه ورجموه بالحجارة حتى أدموا قدميه، وكان أشد يوم في حياته ..
وفي ذي القعدة سنة عشر من النبوة ( في آواخر يونيو أو أوائل يوليو سنة 619م ) عاد رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ليستأنف الدعوة الإسلامية مرة أخرى في مكة .
لا تنسوا الردود من فضلكم